الأربعاء، 18 مارس 2015

رواية فلتغفري8

أنت لا تعرفين كم حلم بك زياد!، هو أيضاً لا يعرف أنني أعرف!
وجهه الذي امتقع في ثاني لقاءٍ لنا في المقهى حيث التقينا للمرة الأولى، لقد أكد لي أن زميلتنا السعودية في الجامعة التي لطالما حدثني عنها ولأشهر طويلة لم تكن إلا أنتِ!
عندما دلفت إلى المقهى بصحبة هيفاء، عرفت من ردة فعل زياد ومن بعثرته المفاجأة ومغادرته المقهى بعد دقائق وتوقفه عن الحديث عن الفتاة، أن فتاته التي كان يصبو إليها لم تكن إلا أنتِ، أنت التي وقعت بها منذ أن رأتها عيناي أول مرة، لكنني لم أكن لأسمح بأن يأخذك مني زياد، لم أكن لأسمح له حتى لو حلم بك قبلي!
كل شيء كان مربكاً في ذلك اللقاء، مجيء هيفاء برفقتكِ، خيبة زياد، موت أمله في الوصول إليكِ، بداية مشاعركِ، نهاية مشاعر هيفاء نحوي، وتذبذب مشاعري المتضاربة نحوكم، وعدم معرفتي كيف أنّ الأقدار جمعتني معكم!
عندما رأيتك برفقة هيفاء ذلك اليوم، جل ما فكرت به في تلك اللحظة هو «أي قدر هذا الذي جعلك صديقة لهيفاء؟!».
أخذت ألعن حظي في سرّي، لعنته كثيراً!، ذاك الذي جعلك تتركين آلاف الطالبات الخليجيات في كل المدينة لتصادقي هيفاء فقط، بل ولتحضريها «مصادفة» في ثاني لقاء يجمعنا!
هيفاء التي تكاد عيناك أن تخرجا من محجريهما من شدة استنكارك وأنت تصيحين مدافعة عنها دائماً حينما أنتقد أي شيء فيها: «هيفاء!، ياويلك من الله!.. حرام عليك».
أخبرك أنك لا تعرفين شيئاً، فيأتي إصرارك محذرة: «والله ياويلك من الله!».
فأقف أمام تحذيرك الساذج وقسمك البريء مكتوف اليدين، غير قادر على دعم قولي بما أملك من براهين، وغير راغب في استمرار علاقتك بها.
أنا أعرف أن لدى هيفاء ما قد يجتثك مني، هيفاء تملك البراهين ذاتها التي تدعم قولي في أنها ليست كما تدعي، البراهين التي تدينني كما تدينها، والتي ستجعلك تخسرين كلينا مثلما ستجعلنا نخسركِ!، لكنني أعرف أيضاً أن هيفاء لن تجرؤ يوماً على أن تقول الحقيقة، فإن كانت الحقيقة تشوهني، فالحقيقة تعريها، ولا شيء يفزع هيفاء كعري الحقيقة!
سألتك مرة: لماذا تحلفين أنها طيبة؟!
- لأنها طيبة!
- لا أسألك إن كانت طيبة، أسألك لمَ دائماً تحلفين؟
قلت ببساطة: من يحلف بالله لا بد من أنه يقول الحقيقة.
ولم أجادلك في هذا، ابتسمت وأنا أفكر كم أنت بسيطة وصادقة وحقيقية!
نقاؤك هذا هو ما يجلدني في كل مرة تمسكين بها بطرف حقيقة، فأنهرك ناكراً، لتقتلني عيناك الدامعتان وأنت تتمسكين بأمل الصدق راجية إياي البوح به قائلة: أحلف طيب أنك لا تكذب!
لأنجو من عهري حالفاً: والله!
فتستجدينني لأكرر: أحلف حلفاً كاملاً، قلْ والله العظيم إنك لا تكذب.
فأجيب كذباً: والله العظيم!
فتهدأ نفسك، وتجن نفسي، فما أبشع أن تكذب على صادق!
*****

هناك تعليق واحد: