الأربعاء، 18 مارس 2015

رواية فلتغفري3

قد لا تدركين يا جمان كم من الصعب مجاراة امرأة فاحشة الأنوثة مثلكِ، امرأة متطرفة الأنوثة مثلكِ ترهق رجولتي، تنهكها، تشعرني بالعجز.
لا أدري كيف تشعرينني بالعجز، لكني أعرف أن بعثرتكِ لي تتعبني أحياناً مثلما تسعدني أحياناً كثيرة.
دلفتِ مرة إلى باحة الجامعة، كنتِ ترتدين سروالاً من الجينز، وقميصاً أسود اللون وفي قدمكِ خلخال ناعم.
أخذت أتأملكِ من بعيد، أتأمل امرأة لا يسعني القول أمام أنوثتها الجارفة إلا أنها امرأة جميلة، فاتنة وخصبة!
امرأة تضاهي إيزيس وأفروديت وفينوس وعشتار في كل ما كنّ يعبدن لأجله.
أنتِ لا تعلمين كم أعشق مراقبتكِ من بعيد، أراكِ تبتسمين في وجه كل من يقابلكِ، فأغبطكِ على لطفكِ في صباحات لا يقدر الكثيرون على الابتسامة فيها.
تبتسمين فأحسد الجميع على ابتسامة تمنحينهم إياها، ابتسامة أدرك جيداً بأنها أثمن من أن يستحقها العابرون.
دلفتِ ذلك اليوم ككل يوم، منحتِ كل الموجودين ابتسامة تلون النهار، وتلقح الأزهار، كنتِ تومئين برأسكِ برقة أمام كل من يقابلكِ فينهار كل صلب في داخلي، وتحل مكانه مشاعر من حرير.
كنت أجلس في ركن قصي لم تلحظي وجودي فيه، جلستِ مع هيفاء ومجموعة من صديقاتكِ، وفي يدكِ علبة عصير صغيرة.
تهزين رجلكِ دوماً حينما تكونين جالسة، تهزينها بهدوء فيهتز قلبي معها و أتأرجح وأنا أشعر بروحي ترقص مع صوتِ خلخالك البعيد الذي لم أكن أسمعه فعلاً.
كنت أتأمل عظمتَيْ نحركِ البارزتين، فيتهيأ إلي بأن كل رجال الدنيا يراقبونهما فيشتعل في داخلي فتيل الغيرة ويلتهب.
أخذت هاتفي وأرسلت إليكِ رسالة، كتبت لكِ (قبليني يا حلوة!)
شاهدتك وأنتِ تقرأين رسالتي، ابتسمتِ نصف ابتسامة وقد أحمر وجهكِ، رفعتِ أحد حاجبيكِ بتحدٍّ وكتبتِ :
- قليل أدب!
- فلتعتبريني أخاً لكِ.
أذكر كيف ضحكتِ، وضعتِ يدكِ على فمكِ وضحكتِ، لا أعرف لماذا تخفين البلور، ولماذا تبخلين على الدنيا بضحكتك.
أمسكتِ بخصلة من شعركِ البني الطويل، تعبثين دوماً بخصلات شعركِ حينما تتحدثين، تلفينها بإصبعكِ من دون أن تشعري، فيدور رأسي مع كل خصلة تلفينها، وكأنكِ تلفين بي الكون فأنهار في زخم اللفائف.
أتدرين جمان، عرفت كثيرات خلال حياتي، لكن كل امرأة منهن لم تشكل لي في نهاية المطاف سوى نصف امرأة، بينما تظلين أنتِ في كلّ حالاتكِ امرأة وصلت إلى آخر مراحل الاستواء، ولم تبارح حدود النضج قطّ، امرأة تظل شهيّة في كلّ حالاتها.
اتصلت بكِ قلت: ألم أمنعكِ من الخلاخل؟
- سألتني باستغراب: وكيف عرفت بأنني أرتدي خلخالاً؟
- أخبرتني العصفورة!، ألم أقل لك يوماً بأنني أشعر بكِ حينما تعصينني؟
ضحكتِ وأنت تجوبين بعينيكِ في الأرجاء - ذكرتني بأمي!
- ماذا عنها؟
قمتِ من مكانك وأنتِ تبحثين عني، قلتِ: خدعتني في طفولتي، أقنعتني بأن الأم تشعر بابنتها حينما تعصيها.
- وصدقتها؟
- طبعاً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق